التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الهجرة من فلسطين.. الأسباب والنتائج والحلول


الهجرة من فلسطين


كشفت تقارير صحفية أنه منذ عام 2007 حتى بداية عام 2021، غادر حوالي 860 ألف شخص قطاع غزة دون عودة، ومع ارتفاع معدلات البطالة في فلسطين والذي بلغ 74% حسب جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني عام 2022، برزت مشاكل اجتماعية عديدة، أهمها الهجرة وبعثرة الطاقات الشبابة في مهب الريح، كما تعددت الأسباب التي دفعت الشباب الفلسطيني للتفكير بالخروج من الصندوق -الهجرة-، ما خلق حالة من الفقر الفكري والثقافي، فهل سيستمر مسلسل الهجرة الحديثة للفلسطينيين من بلادهم؟

قبل المباشرة في موضوع هذه التدوينة، يجب التطرق إلى تعريف الهجرة وأنواعها وأهم أسبابها ونتائجها، حيث تعد الهجرة من أكثر القضايا التي تؤرق المواطن الفلسطيني والتي تحتاج بحثا معمقا حول السياسة والاقتصاد والاجتماع وحقوق الإنسان.


تعريف الهجرة

يمكن تعريف الهجرة على أنها انتقال الفرد أو الجماعة من مكان الإقامة الحالي إلى مكان إقامة جديد للاستقرار فيه بشكل دائم أو مؤقت، سواء كان داخليا أو خارجيا.

فالهجرة الداخلية تحدث داخل حدود دولة ما، بحيث ينتقل الأفراد من منطقة إلى منطقة داخل حدود الدولة للبحث عن مكان أفضل للعيش أو فرص عمل مناسبة، على عكس الهجرة الخارجية التي تحدث بين مختلف الدول لأسباب مختلفة.

كما تعد الهجرة ظاهرة منتشرة في العالم الكل بشكل عام وليست جديدة على الفلسطينيين، وتختلف أنواعها حسب الأسباب والظروف سواء كانت للمجتمع أو الفرد، فما هي أنواع الهجرة؟ 


أنواع الهجرة 

هناك أنواع عديدة من الهجرة التي تحدث عبر أنحاء العالم، إليكم بعض أبرز هذه الأنواع:
  • الهجرة العائلية: تحدث عند انتقال الأفراد إلى بلدان أخرى للعيش بجوار أفراد أسرتهم الذين انتقلوا مسبقا إلى هذه البلدان، وتسمي أيضا بـ “لم الشمل".
  • الهجرة الطلابية: انتقال الطلاب إلى خارج بلادهم لمواصلة التعليم والحصول على شهادات أكاديمية في جامعات ومعاهد أكثر تخصصا، ويطلق عليها أيضا بـ “هجرة دراسية".
  • الهجرة الاقتصادية: هجرة الأفراد إلى دول أخرى باحثين عن فرص عمل وظروف إقتصادية ملائمة، بحيث تشمل هذه الفئة الهجرة العمالية والمهاجرين المؤهلين اقتصاديا وأصحاب العقول والشهادات العلمية العالية.
  • اللجوء: يضطر الأشخاص إلى الهجرة بسبب الحروب، الاضهاد السياسي، الظروف الإنسانية الصعبة أو لأسباب دينية أو عرقية، بحيث يسعى الأشخاص للحصول على اللجوء في بلدان أخرى للتمتع بالحماية القانونية والحقوق الإنسانية.
وكما ذكرنا فإن لكل نوع من أنواع الهجرة أسباب تدفع الإنسان لاتخاذ هذا القرار المصيري، فما هي هذه الأسباب؟

أسباب الهجرة 

ارتبطت الهجرة بالعديد من الأسباب والدوافع التي أدت بالأفراد والجماعات إلى ترك موطنهم والانتقال إلى دول أخرى، قسمنا في هذه التدوينة أسباب الهجرة إلى ما يلي:
  • سياسية: تدفع السياسة الفرد في بعض الأحيان للهروب من الاعتقال أو المضايقات التي تمارس ضد الأفراد بسبب الآراء أو المواقف السياسية أو نشاطاتهم النضالية، كذلك الحروب والنزاعات المسلحة داخلية كانت أو خارجية تدفع الأشخاص للهجرة من المواجهات والأوضاع غير المستقرة.
  • اقتصادية: يتجه الأفراد للهجرة بحثا عن أوضاع اقتصادية أكثر أمانا واستقرارا في دول اخرى، التي تتوفر فيها فرص العمل والفرص الاقتصادية، كذلك الفارق في الأجور ومعدلات التضخم، لتحسين الوضع الاقتصادي للفرد والحياة بصورة كريمة. 
  • اجتماعية: تؤثر المشاكل الاجتماعية على الأفراد كضعف البنية التحتية والخدمات الاجتماعية ما يجعل حياة الفرد في الدولة صعبة، ما يدفع الفرد للبحث عن أماكن تتوفر فيها الخدمات المتميزة وبنية تحتية أفضل، كذلك التمييز والعنصرية سواء بالدين أو العرق أو اللون تدفع الفرد للذهاب إلى دول أخرى ليتمكن من العيش بحرية.
  • طبيعية: التغيرات المناخية الصعبة والكوارث الطبيعية ونقص الموارد الطبيعية والأراضي الصالحة للزراعة، جميعها قد تلعب دورا في دفع الفرد إلى الهجرة للبحث عن بيئة أفضل للعيش وتوفر الاستدامة.  
مع التشابه الكبير بين بعض أنواع وأسباب الهجرة من فلسطين إلى دول العالم المختلفة فهناك العديد من النتائج المترتبة على الهجرة من فلسطين نذكر أهمها فيما يلي.

نتائج الهجرة من فلسطين

تعددت نتائج الهجرة من فلسطين حسب أسباب الهجرة وأنواعها، فقد لخصنا بعض نتائج الهجرة من فلسطين في هذا المقال، وهي كالتالي:
  • نقص الكفاءات والقوة العاملة إحدى النتائج التي قد تؤثر على القطاعات الحيوية ومن الممكن أن تحد من النمو الاقتصادي.
  • تشتت الأسر والأصدقاء وتفتيت العلاقات الاجتماعية بشكل عام، قد تؤدي إلى تغيير في التركيب الاجتماعي والثقافي للمجتمعات.
  • التشجيع على الهجرة غير الشرعية والتي تعد من الأساليب الخطيرة في الهجرة التي قد تودي بحياة المهاجرين، كما أن زيادة أعداد المهاجرين غير الشرعيين من الدولة، له انعكاسات خطيرة على ازدياد عمليات التهريب والتجارة بالأعضاء والبضائع غير المشروعة.
  • تراجع في كفاءة المنظومة الصحية والتعليمية، بحيث لا تتوفر الخدمات الصحية والتعليمية لكافة السكان داخل الدولة بسبب هجرة الكوادر والكفاءات الطبية والتعليمية.

الحلول الممكنة لمشكلة الهجرة من فلسطين

للأسف لايوجد حلول جدرية لحل مشكلة الهجرة من فلسطين، ولكن يمكن وضع خطط استراتيجسة تقوم على تحسين الاوضاع وتقديم بعض الإجراءات التي من الممكن ان تساهم في تقليل حدة هذه المشكلة.
  • حل النزاعت الخارجيو والداخلية عن طريق المفاوضات السياسية من شأنها إيجاد حلول تهدف لخلق السلام والإستقرار لفلسطين.
  • توفير فرص عمل والعمل على تحسين ظروف المعيشة في فلسطين، عن طريق دعم المشاريع الصغيرة وتعزيز الاستثمار التي تخلق مواطن عمل للعاطلين عن العمل 
  • دعم المنظومة التعليمية لتزويد الشباب بالمهارات الازمة لسوق العمل، هذا قد يدعم الشباب للبقاء في فلسطين.
  • سن قوانين تعمل على المساوة وإعطاء الحقوق الاساسية للإنسان، والعمل على قضايا التمييز العنصري والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني.

يجب ان تكون هذه الاستراتيجة اوسع للتعامل مع الهجرة من فلسطين، كما يمكن ان يكون هناك جانب من التعاون الدول في الوطن العربي والدول الإسلامية بتعاون مشترك لأجل خلق الاستقرار والسلام في فلسطين، وتحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني.


ومن هنا نجد أن نتائج الهجرة من فلسطين تؤثر سلبا على المجتمع الفلسطيني بسبب هجرة الكفاءات وأصحاب الشهادات، ولا ننسى تشجيع الاحتلال الصهيوني على هجرة الأدمغة والعقول، فهذه هي سياسة الاحتلال لدفع الفلسطينين للهجرة الطوعية ولكنها في حقيقتها وجوهرها هجرة قسرية حسب الأستاذ عدنان حسين عياش.


الهجرة من فلسطين هي قضية إنسانية وسياسية تحتاج من المجتمع الدولي تقديم يد العون للمساعدة في إيجاد حلول أفضل للشعب الفلسطيني ومعالجة جذور الهجرة من فلسطين وتوفير الدعم بكل أنواعه للمهاجرين الفلسطينيين وغيرهم من الجنسيات للعيش بكرامة وأمان اينما كانوا. 



تعليقات